تبدأ حياتك كأم، ويبدأ معها الترقب الممزوج بالفرح والقلق، ولعدد من السنوات، وإن كانت تعد على اصابع اليد الواحدة، تعيشين في العسل، ولم لا؟ فكل شيء على ما يرام ويمشي حسب ما تريدين، والحياة وردية كما ازياء طفلتك.
فهذه الاخيرة مثل الدمية بين يديك تلبسينها بالطريقة التي تعجبك وبالشكل الذي حلمت به دائما، احيانا تعكسين من خلالها ذوقك الخاص، وأحيانا تستعملينها وسيلة للتباهي أو التعويض عما فاتك وأنت صغيرة وهكذا.
لكن فجأة تتغير الامور، ويبدأ الصغار في التأمر والرفض، ليتحول الطفل الوديع إلى بركان يهدد بالانفجار كل مرة تحاولين فيها اختيار زي له أو لها، فهذا اللون لا يروق له، وهذا الفستان لا يعجبها وهكذا.
لكن رغم كل ما قد يسببه لك الأمر من غيظ أو إنزعاج، والإحساس الذي قد يولده لديك بأن الامور فلتت من بين يديك، تذكري دائما ان هذه السلوكيات نتيجة حتمية ولها معنى واحد: فلذات اكبادك يكبرون ويكونون شخصياتهم بشكل طبيعي.
ثم لا تنسي ايضا ان اطفالك، مثلك تماما، أبناء زمنهم ومعرضون للتأثيرات الخارجية بدءا من اصدقائهم مرورا بالمجلات التي اصبحت مخصصة لهم وتخاطبهم بلغتهم، إلى تعرضهم بشكل يومي لثقافة النجوم.
لكن الأهم من كل هذا اهتمام المصممين بهم، وهي الظاهرة التي بدأت بإيحاء منك وبهدف إرضائك بخلق نسخ مصغرة عنك وانتهت إلى خلق "فرانكشتاينات" صغيرة لهم أصوات تعلو على صوتك في الكثير من الأحيان.
البشرى هذه السنة، ونحن على أبواب العيد، أنك ستتخلصين من الجينز الذي أصبح مثل جلد ثاني للاطفال في السنوات السابقة، وايضا البنطلونات العسكرية الواسعة ذات الجيوب الواسعة والمتعددة، وستجدينهم يقبلون على ازياء قريبة من ذوقك، بل ومن اسلوبك ايضا، وبهذا ستحققين حلمك في التباهي بطفلك وبأناقته.
الموضة الحالية، حسبما تمت معاينتها في معرض "بيتي بيمبو" بفلورنسا الإيطالية الذي يعتبر من اهم المعارض الخاصة بالأطفال، بل يمكن القول انه الترمومتر الذي تقاس به توجهات الموضة، تشير إلى أن هناك تنوعا وابتكارا، لكن هناك ايضا جمالا وطفولة.
الجديد هذا العام مشاركة مجموعة من المصممين العالمية من امثال ميسوني، كلوي، ألبيرتا فيريتي، أرماني، كافالي وتاكا ناكا وغيرهم ممن دشنوا تشكيلات خاصة بالصغار، كل ما فيها يقول انها نسخ مصغرة وأكثر نعومة من تشكيلات الأمهات، سواء فيما يتعلق بالتصميمات، أو الألوان أو الخامات، وإن حافظت على نوع من البراءة والنعومة التي سترضي الآباء والأمهات، من عدة جوانب أهمها إرضاء الذات وفي الوقت ذاته رغبات الطفل.
بالنسبة للذكور، كان هناك ميل قوي إلى موضة "الريترو" وبالذات إلى حقبة الخمسينات من القرن الماضي، حيث تم المزج بين الأسلوب الكلاسيكي/المدرسي وبين الأسلوب الـ"سبور".
فالبنطلونات، مثلا تميزت بتصميمات "سبور" واسعة بأقمشة عملية لكن تم تنسيقها مع قمصان كلاسيكية بألوان الابيض والازرق، وأربطة عنق تتباين بين المحافظ والمبتكر الجريء، إلى جانب قبعات مستوحاة من تلك التي كان يلبسها صبيان الخبازين في القرن الماضي، وأصبحت موضة للكبار والصغار على حد سواء.
أما بالنسبة للإناث فحدث ولا حرج، فقد كانت هناك فساتين منسابة من دون خصر كما كانت هناك جاكيتات مفصلة تضيق عند الخصر ثم تتسع فوق تنورات بليسيه تتسع تدريجيا لتبدو من تحتها الجوارب المنقوشة أو الأحذية اللافتة.
القاسم المشترك بين كل هذه القطع كان طولها القصير جدا، فالتنورات المنفوخة تبدو وكأنها "شورتات" والفساتين كأنها قمصان طويلة، أما الفكرة فهي خلق موضة تلعب على الطبقات المتعددة تحسبا لتغير الطقس وايضا لتلبية كل الاذواق وتشجيع الصغار على التلاعب بالموضة والألوان واكتساب اسلوب خاص بهم. التحول اللافت هذه السنة هي الالوان التي تميزت بالهدوء.
فدار ميسوني، مثلا، عودتنا على النقوشات المتضاربة، بألوان فاتحة وخفيفة جدا حتى في القطع الصوفية، ولعبت "ميس بلومارين" على اللون الاصفر الليموني مع نقوشات خفيفة، فيما اختار البعض الآخر تنسيق هذه الألوان الباستيلية مع قماش الدينم.
فالجينز قد يكون قد تراجع بشكل كبير، لكنه لا يزال حاضرا بتصميمات وألوان عصرية جدا لمن لا يستطيع الاستغناء عنه.
وكما هو الامر بالنسبة لعروض ازياء الكبار، فإن الوان النيون القوية، كانت حاضرة، وإن بجرعات خفيفة في أزياء الصغار.
فشركة "سيمونيتا" قدمت قطعا من الجلد اللماع بالوردي الفاقع، كذلك الأمر بالنسبة للمصممة أغاثا روز دي لابرادا، التي قدمت تشكيلة شهية بكل ألوان الطيف وبدرجات متوهجة لا تعرف الحل الوسط، لكن حذار، فهي قد تروق لطفلة صغيرة جدا تعشق الالوان ولا تزال في مرحلة الاكتشاف، لكنك قد تجدين صعوبة في محاولة إقناع من هن اكبر منها سناً، إلا إذا كانت على شكل قطع متناثرة يتم تنسيقها مع قطع بالوان هادئة او من قماش الدينم للتخفيف من توهجها اللافت للأنظار.
الجميل في موضة 2008 ايضا، تفاصيلها اللذيذة، التي زينت الفساتين والمعاطف والقمصان، سواء كانت على شكل تطريزات وترصيعات بالخرز والترتر أو كانت على شكل أزهار وورود معلقة على الصدر أو الجيوب او الجوانب، لتذكرك بأن صغيرتك لا تزال "عروستك" الجميلة.
فدار كلوي مثلا عمدت إلى إضافة نقوشات طفولية انيقة على فساتين بدون خصر تنسدل على الجسم من الأكتاف إلى فوق الركبة، وليليكا ريبليكا زينت معظم القطع بورود من نفس القماش حول الياقة، سواء في القميصولات أو في الفساتين المطرزة على الطريقة الإنجليزية، و"ميس بلومارين" غطت التنورات واكسسوارات الشعر والياقات بالخرز والحجر اللماع.
أما إذا كنت أما شابة يتميز اسلوبك الخاص بالحيوية وبلمسة "روك اند رول" كما يقولون، فأنت بلا شك تريدين ان تعكسي هذا المظهر على طفلك أو طفلتك ايضا. إذا كان الأمر كذلك، فعليك بقطعة أو اكسسوار "ميتاليك" أي بلون معدني لافت.
قد يكون عبارة عن جاكيت مستوحى من تلك التي يلبسها سائقو الدراجات النارية أو بنطلون مستوحى من ملابس رواد الفضاء بجيوب واسعة وسحابات عديدة حتى يجمع بين العملية والموضة، كما عليك فقط باكسسوار يزين الشعر، طوق أو قبعة، بلون يبرق مثل الذهب أو الفضة أو الماس، أو حذاء عال يصل إلى نصف الساق.
فهذا الأخير سيمنح أكثر القطع كلاسيكية لمسة حداثة، ستغنيك عن أشياء كثيرة. لكن حذار من هذه الألوان عندما تكون على شكل فستان، فإنها في هذه الحالة يجب ان تكون هادئة ويفضل ان تكون بدون لمعة. أكثر من اتقن هذا المظهر شركة "آي بينكو باليني" التي قدمت مجموعة مشكلة بكل الالوان والتوجهات لتلبي كل الأذواق.
[/b]